الحبيب محيسي لك اللتحية والشوق قد يحس الإنسان ببعض الإغتراب داخل وطنه ولكن والله أنا كنت كل عام أشد رحالي لأهلي وأنشد التغيير والاستقرار فتجد منقصات يسددن الأفق ولكن لا سبيل الا العودة وعشنا في غربة لا تتمتع فيها بادني حقوق وأقول كما قال الشاعر :
بلادي وإن جارت علي عزيزة واهلي وان ضنوا على كرام وعلينا التأسي بالمصطفي في كل احوالنا وما هجرته صلي الله عليه وسلم إلا درس لكل البشرية "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة" (النساء 100).
وهذه المعاني كلها مازالت صالحة لكل زمان ومكان فما أحوج العبد المومن إلى هجر كل ما يغضب الله عز وجل من فتن وإغراءات وعادات ورعونات وهذه هجرة مفتوحة دائما فقد روى أبو داود بسند صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها"، وهجرة المكان الذي يتسلط فيه حكام ظلمة إن خاف على إيمانه ولم يجد معينا، مطلوبة بقوله تعالى: "إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها" (النساء 97) ثم بين الله تعالى فائدة هذه الهجرة "ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله" (النساء 100)، ولا يعفي الإنسان من هجر الظلم والظالمين إلا نية الجهاد ولهذا قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية" رواه الدارمي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وما أحوج المومن إلى عفة اللسان وصون حواسه كلها بتعويدها على هجر ما يغضب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهاه الله عنه" ولقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن معقل بن يسار: "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
وكم نحن في حاجة إلى هجر الكفار الذين صاروا يعيثون فسادا في أرض المسلمين يذبحون أبناءهم ويستحيون نساءهم، ويستحلون خيراتهم، ويدنسون مقدساتهم.
كل هذا يجعل من حادث الهجرة حدثا ممتدا في الزمان وغير محصور في مكان وغير مقتصر على ثلة دون أخرى
ولكنها من ديار الكفر والشرك إلى ربوع الإسلام ونحن والحمد لله بلادنا ادني مقوماتها يدعي بتطبيق شرع الله ونحن على دين أمراءنا هذا ليس خضوعا وإذعاناً للواقع بل انه من واجبي ان اشارك في تغير المفاهيم (ولا يغير الله ما بقوم حتى يغير ما بانفسهم )فلنشارك في هموم الوطن واعادة صياغتها وتوزيع الادوار بيننا بالتراضي ولك حبي