محجوب عروة
أرسل لي شقيقي د. مدحت عروة بالمملكة السعودية هذه القصة التي تحكي
إعجازاً للقرآن على مر الأزمان رأيت أن أشرك قرائي الأعزاء فيها ..
قصة إسلام داعية نصراني بكندا د. ملير كان أكبر داعية للنصرانية في كندا
يعلن إسلامه ويتحول الى أكبر داعية للإسلام في كندا ، كان من المبشرين
النشطين جداً في الدعوة الى النصرانية وأيضاً هو من الذين لديهم علم غزير
بالكتاب المقدس (Bible) هذا الرجل يحب الرياضيات بشكل كبير .. لذلك يحب
المنطق أو التسلسل المنطقي للأمور ، في أحد الأيام أراد أن يقرأ القرآن
بقصد أن يجد فيه بعض الأخطاء التي تعزز موقفه عند دعوته للمسلمين للدين
النصراني كان يتوقع أن يجد القرآن كتاباً قديماً مكتوباً منذ 14 قرناً
يتكلم عن الصحراء وما الى ذلك .. لكنه ذهل مما وجده فيه .. بل وإكتشف أن
هذا الكتاب يحتوي على أشياء لا توجد في أي كتاب آخر في هذا العالم كان
يتوقع أن يجد بعض الأحداث العصيبة التي مرت على النبي محمد (صلى الله عليه
وسلم) مثل وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها أو وفاة بناته وأولاده .. لكنه
لم يجد شيئاً من ذلك بل الذي جعله في حيرة من أمره أنه وجد أن هناك سورة
كاملة في القرآن تسمى سورة مريم وفيها تشريف لمريم عليها السلام لا يوجد
مثيل لها في كتب النصارى ولا في أناجيلهم ولم يجد سورة باسم عائشة أو
فاطمة رضي الله عنهما وكذلك وجد أن عيسى عليه السلام ذكر بالإسم 25 مرة في
القرآن في حين أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يذكر إلا 5 مرات فقط
فزادت حيرة الرجل أخذ يقرأ القرآن بتمعن أكثر لعله يجد مأخذاً عليه ..
ولكنه صعق بآية عظيمة وعجيبة ألا وهي الآية رقم 82 في سورة النساء : (أفلا
يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه إختلافاً كثيراً) يقول
الدكتور ملير عن هذا الآية : من المبادئ العلمية المعروفة في الوقت الحاضر
هو مبدأ إيجاد الأخطاء او تقصي الأخطاء في النظريات الى أن تثبت صحتها وهو
ما يسمى بـ(Falsification test ..) والعجب أن القرآن الكريم يدعو المسلمين
وغير المسلمين الى إيجاد الأخطاء فيه ولن يجدوا .. يقول أيضاً عن هذه
الآية : "لا يوجد مؤلف في العالم يمتلك الجرأة ويؤلف كتاباً ثم يقول هذا
الكتاب خالٍ من الأخطاء ولكن القرآن على العكس تماماً يقول لك لا توجد
أخطاء بل ويعرض عليك أن تجد أخطاء ولن تجد" .. أيضاً من الآيات التي وقف
الدكتور ملير عندها طويلاً هي الآية رقم 30 من سورة الأنبياء : (أولم ير
الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما وجعلنا من الماء كل
شي حي أفلا يؤمنون) يقول : إن هذه الآية هي بالضبط موضوع البحث العلمي
الذي حصل على جائزة نوبل في عام 1973م وكان عن نظرية الإنفجار الكبير وهي
تنص أن الكون الموجود هو نتيجة إنفجار ضخم حدث من الكون بما فيه من سماوات
وكواكب .. فالرتق هو الشئ المتماسك في حين أن الفتق هو الشئ المتفكك
فسبحان الله يقول الدكتور ملير : الآن نأتي الى الشئ المذهل في أمر النبي
محمد صلى الله عليه وسلم والإدعاء بأن الشياطين هي التي تعينه والله تعالى
يقول : (وما تنزلت به الشياطين 210 وما ينبغي لهم ومايستطيعون 211 إنهم عن
السمع لمعزولون 212) الشعراء .. ويقول سبحانه وتعالى (فإذا قرأت القرآن
فإستعذ بالله من الشيطان الرجيم 9Cool النحل ..
أرأيتم ..؟؟ هل هذه
طريقة الشيطان في كتابة أي كتاب .؟؟ يؤلف كتاب ثم يقول قبل أن تقرأ هذا
الكتاب يجب عليك أن تتعوذ مني .؟؟ إن هذه الآيات من الأمور الإعجازية في
هذا الكتاب المعجز .! وفيها رد منطقي لكل من قال بهذه الشبهة من القصص
التي بهرت الدكتور ملير ويعتبرها من المعجزات هي قصة النبي صلى الله عليه
وسلم مع أبي لهب ..
يقول الدكتور ملير : هذا الرجل أبو لهب كان
يكره الإسلام كرهاً شديداً لدرجة كان يتبع محمد صلى الله عليه وسلم أينما
ذهب ليقلل من قيمة ما يقوله الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذا رأى الرسول
يتكلم لناس غرباء فإنه ينتظر حتى ينتهي الرسول من كلامه ليذهب إليهم ثم
يسألهم ماذا قال لكم محمد .؟؟ لو قال لكم أبيض فهو أسود ولو قال لكم ليل
فهو نهار المقصد أنه يخالف أي شئ يقوله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
ويشكك الناس فيه .. قبل 10 سنوات من وفاة أبي لهب نزلت سورة في القرآن
إسمها سورة المسد ، هذه السورة تقرر أن أبو لهب سوف يذهب الى النار ، أي
بمعنى آخر أن أبو لهب لن يدخل الإسلام .. خلال عشر سنوات كل ما كان على
أبو لهب أن يفعله هو أن يأتي أمام الناس ويقول (محمد يقول إني لن أسلم
وسوف أدخل النار ولكني أعلن الآن أني أريد أن أدخل في الإسلام وأصبح
مسلماً ..!! الآن ما رأيكم هل محمد صادق فيما يقول أم لا ..؟؟ هل الوحي
الذي يأتيه وحي ألهي .؟؟ لكن أبو لهب لم يفعل ذلك تماماً رغم أن كل أفعاله
كانت هي مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم لكنه لم يخالفه في هذا الأمر .
يعني القصة كأنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لأبي لهب أنت
تكرهني وتريد أن تنهيني ، حسناً لديك الفرصة أن تنقض كلامي .! .. لكنه لم
يفعل خلال عشر سنوات .!! لم يسلم ولم يتظاهر حتى بالإسلام .. عشر سنوات
كانت لديه الفرصة أن يهدم الإسلام بدقيقة واحدة .!! ولكن لأن الكلام هذا
ليس كلام محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه وحي مِنْ مَنْ يعلم الغيب ويعلم
أن أبا لهب لن يسلم .. كيف لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يعلم أن أبا لهب
سوف يثبت ما في السورة إن لم يكن هذا وحياً من الله .؟؟ كيف يكون واثقاً
خلال عشر سنوات أن ما لديه حق لو لم يكن يعلم أنه وحي من الله .؟؟
لكي يضع شخص هذا التحدي الخطير ليس له إلا أمر واحد هذا وحي من الله (تبت
يدا ابي لهب وتب (1) ما أغنى عنه ماله وماكسب (2) سيصلى ناراً ذات لهب (3)
وامرأته حمالة الحطب (4) فى جيدها حبل من مسد (5)) ..
يقول الدكتور ملير عن آية بهرته لإعجازها الغيبي:-
من
المعجزات الغيبية القرآنية هو التحدي للمستقبل بأشياء لايمكن أن يتنبأ بها
الانسان وهى خاضعة لنفس الاختبار السابق ألا وهو Falsification tests او
مبدأ إيجاد الاخطاء حتى تتبين صحة الشىء المراد اختباره ، وهنا سوف نرى
ماذا قال القرآن عن علاقة المسلمين مع اليهود والنصارى القرآن يقول: إن
اليهود هم أشد الناس عداوة للمسلمين .. وهذا مستمر الى وقتنا الحاضر فأشد
الناس عداوة للمسلمين هم اليهود .
ويكمل الدكتور ملير: إن هذا يعتبر
تحدياً عظيماً ذلك أن اليهود لديهم الفرصة لهدم الإسلام بأمر بسيط الا هو
أن يعاملوا المسلمين معاملة طيبة لبضع سنين ويقولون عندها: ها نحن نعاملكم
معاملة طيبة والقرآن يقول إننا اشد الناس عداوة لكم ، إذن القرآن خطأ !
ولكن هذا لم يحدث خلال 1400 سنة !! ولن يحدث لأن هذا الكلام نزل من الذي
يعلم الغيب وليس إنسان.
يكمل الدكتور ملير : هل رأيتم الآية التى تتكلم
عن عداوة اليهود للمسلمين تعتبر تحدياً للعقول .. ( لتجدن أشد الناس عداوة
للذين آمنو اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين
قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون (82) وإذا
سمعوا ما أنزل الى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق
يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين (83) وما لنا لا نؤمن بالله وما
جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين (84) ) المائدة.
وعموماً
هذه الآية تنطبق على الدكتور ملير حيث أنه من النصارى الذي عندما علم الحق
آمن ودخل الاسلام وأصبح داعية له ..... وفقه الله .
يكمل الدكتور ملير
عن اسلوب فريد فى القرآن أذهله لإعجازه : بدون أدنى شك يوجد فى القرآن
توجه فريد ومذهل لايوجد فى أي مكان آخر ، وذلك أن القرآن يعطيك معلومات
معينة ويقول لك : لم تكن تعلمها من قبل .. مثل: سورة آل عمران (ذلك من
أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم
وما كنت لديهم إذ يختصمون )44 ..
سورة هود ( تلك من أنباء الغيب نوحيها اليك ماكنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا، فأصبر إن العاقبة للمتقين )49 ..
سورة يوسف ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه اليك وماكنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون) 102 ..
يكمل
الدكتور ملير : لا يوجد كتاب مما يسمى بالكتب الدينية المقدسة يتكلم بهذا
الأسلوب ، كل الكتب الأخرى عبارة عن مجموعة من المعلومات التى تخبرك من
أين أتت هذه المعلومات ، على سبيل المثال الكتاب المقدس (الإنجيل المحرف)
عندما يناقش قصص القدماء فهو يقول لك الملك فلان عاش هنا وهذا القائد قاتل
هنا معركة معينة وشخص آخر كان له عدد كذا من الابناء وأسماؤهم فلان وفلان
.... الخ .. ولكن هذا الكتاب (الإنجيل المحرف) دائماً يخبرك إذا كنت تريد
المزيد من المعلومات يمكنك أن تقرأ الكتاب الفلانى او الكتاب الفلانى لأن
هذه المعلومات اتت منه ..
يكمل الدكتور ملير : بعكس القرآن الذى يمد
القارىء بالمعلومة ثم يقول لك هذه معلومة جديدة !! بل ويطلب منك أن تتأكد
منها إن كنت متردداً فى صحة القرآن بطريقة لا يمكن أن تكون من عقل بشر ..
والمذهل فى الأمر هو أهل مكة فى ذلك – أي وقت نزول هذه الأيات – ومرة بعد
مرة كانوا يسمعونها ويسمعون التحدي بأن هذه معلومات جديدة لم يكن يعلمها
محمد صلى الله عليه وسلم ولا قومه ، بالرغم من ذلك لم يقولوا : هذا ليس
جديداً بل نحن نعرفه ، ابداً لم يحدث أن قالوا مثل ذلك ولم يقولوا : نحن
نعلم من أين جاء محمد بهذه المعلومات ، أيضاً لم يحدث مثل هذا ، ولكن الذى
حدث أن أحداً لم يجرؤ على تكذيبه او الرد عليه لأنها فعلاً معلومات جديدة
كلياً !!! وليست من عقل بشر ولكنها من الله الذي يعلم الغيب فى الماضي
والحاضر والمستقبل ..
جزاك الله خيراً يا دكتور ملير على هذا التدبر الجميل لكتاب الله فى زمن قل فيه التدبر .
كيف الرجوع بلا شراع ** يا من قرعتي طبول الوداع
ebnalsudan