اخوتي السلام عليكم جعل المنتدى مكان نتبادل في الأراء وكل شيء مفيد ومن فائدة المنتدى أننا نذكر بعضنا بببعض احاديث المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام وتفسير آيات القرىن الكريم وما فيها من عظات وعبر نتبادلها وكل ما وجدنا شيء يستحق القراءة وجب علينا ان تعم الفائدة للجميع وعذرا اخوتي يرجي ان لا نري ان الموضوع طويل ولا يستحق القراءة فقط اعطوا انفسكم فسحة وقت لنستفيد من بعضنا فاليوم أعطيكم هذه الآيات قال تعالي ( ضرب لكم مثلا من انفسكم هل لكم مما ملكت ايمانكم من شركاء فيما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم كخيفتكم انفسكم. كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون”. (الروم)
يخاطب الحق تبارك وتعالى ذوي العقول، ويدعوهم الى تحرير تلك العقول والتفكر بطريقة مستنيرة للوصول الى الحق والايمان بالخالق الواحد الذي لا يشاركه في ملكه أحد، ولا ينبغي ان يكون له شركاء، ويضرب لهم الأمثال لذلك من واقع حياتهم وتعاملهم مع بعضهم البعض، من انفسهم. اخوتي هل يقبل احدكم أو يرضى ان يشاركه في ماله أو أملاكه التي رزقها الله له، أي عبد من بيده أو مملوك له، فيتصرف ذلك المملوك في المال والأملاك كما يتصرف فيها سيده سواء بسواء؟ وهل يقبل احدكم ان يكون لمملوكه هذا الحق دون اعتراض منه أو من احد غيره؟ لا شك في أن أي انسان منكم لن يقبل ذلك ولن يرضاه، فله وحده حق التصرف في أمواله وما يملك، بل وفي عبيده وما ملكت ايمانه.
فكيف إذاً تقبلون ان يكون لله الخالق مالك الملك كله شركاء من مخلوقاته وعباده يتصرفون في ملكه كيفما شاؤوا وكأنه ملكهم هم، وكأن لله نصيبا ولهم نصيب لا ينازعهم فيه غيرهم؟ تعالى الله عما تقولون وعما تعبدون من دونه، وعما تشركون به. فلو كان لكم عقول تفقهون بها وتفكرون بها وتتفكرون فيما ضربه الله لكم منمثل لعقلتم تماما انكم على باطل، وأن ما لا ترضونه لأنفسكم لا ينبغي ان ترضونه لله الواحد الأحد بأي حال من الأحوال.
إنكم تعلمون جميعا ان الله هو الخالق خالق كل شيء عن خلق كل شيء من لا شيء، وكما بدأ خلق كل شيء فهو ينهيه كما بدأه، يزيد في الخلق كيف يشاء، وينقص في الخلق كيف يشاء، لا راد لحكمه ولا مبدل لقضائه، فكيف يشارك المخلوق أياً كان هذا المخلوق خالقه في ملكه وقضائه وقدره وهو لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضرا ولا موتاً ولا حياة ولا نشورا؟ وهل يعقل ان يعطي السرمدي الأبدي شطرا من ملكه وسلطانه للمحدود الفاني ليتصرف فيه كيف يشاء بمطلق حريته وارادته؟
هكذا يفصل الحق تبارك وتعالى الآيات لمن يعقل ولمن يفكر ولمن يتدبر، أما من اتبع هواه واستمع الى شياطين الانس والجن وأغلق عقله وقلبه عن تلقي نور الحق فذلك عذر ولا رجاء ولا دعاء “أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله يهد به من بعد الله. أفلا تذكرون(23)” (الجاثية