موضوع للنقاش (الإحتفال بالمولد)

الحمد لله الذي جعلنا من أمةٍ هي خير الأمم وأرسل فينا رسولا هو أفضل الرسل وأنزل عليه كتابا هو أحفظ الكتب، والصلاة والسلام على البشير النذير والسراج المنير، وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين، وعلى من تبعهم بإيمان وإحسان إلى يوم الدين. أما بعد.
لا يخفي عليكم بان هذه الأيام في السودان وفي بعض الدول يتم الإحتفال بمولود المصطفي صلي الله عليه وسلم وانا أطرح الموضوع للنقاش
كيف نفرح بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ بل كيف نفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكيف ينبغي أن نحتفل ببزوغ شمس هدايته للعالمين؟ وكيف ننظر إلى يوم وُلد فيه خير الخلق كلهم؟ وكيف نشكر الله على إيجاد نعمته العظمى صلى الله عليه وسلم؟ كيف نحرص على محبته صلى الله عليه وسلم
كيف نتوسط بين قوم جعلوا ذكرى مولده مناسبة للمزيد من الغفلة والمعصية والمنكر، وبين قوم أنكروا الاحتفال أصلا وجعلوه بدعة وضلالة وكفرا؟ كيف نتجنب آفة الابتداع مثلما نتجنب آفة الابتعاد؟
ارجو ان يؤخذ الموضوع للنقاش المفيد دون تشنج واحترامنا لوجهات نظر بعضنا في المنتدى من حيث الإحتفال وعدمه ونتطلع لمشاركة فاعلة من الأعضاء
ولكم شكري وصلي الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه

الاخ : محمد احمد عبد الله الطيب
اكيد موضوع مهم جدا ومن اهم المواضيع
ولكن نتمني من يعلمون الصاح ينورونا
لكن بدعه والكل يعلم ذلك

بارك الله فيكم
قال النبى صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد
وهذا الامر فيه تشبه بعمل النصارى فى احتفالهم بميلاد المسيح وقد نهانا رسول الله عن التشبه بهم

الإحتفالات بالمولد النبوى الشريف
وخاصه فى المدن أخذ منحنى لا يمت للمناسبه بِصِله

بل أصبح مرتع لضعاف النفوس

صادق وهذة من اضرار البدع

ببسم الله الرحمن الرحيم

الحبيب / الحلبى - تحياتى الموضوع مهم جدا ودا رأى الشخصى فيهو

أقول لهؤلاء المحتفلين المدعين محبة النبي صلى الله عليه وسلم:-
اذاا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر ربيع الأول فقد مات فيه أيضا, فلماذا تحتفلون فيه وتظهرون الفرح والسرور, ولا تحزنون وتبكون على مصيبة موته عليه الصلاة والسلام, وهي المصيبة العظيمة التي لم تصب الأمة الإسلامية بمثلها,
وصلى الله وسلم على الحبيب المصطفى

الاحتفال بالمولد النبوي بدعة منكرة ولا اصل لها في الدين وافضل القرون هم صحابته (ص) المبشرين بالجنة لم يحتفلوا بمولده (ص) منهم ابابكر الصديق الذي قال فيه النبي (ص) والله ما طلعت الشمس على احد بعد الانبياء افضل من ابي بكر . ثانى اثنين اذ هما في الغار . ولم يحتفل به الفاروق عمر رضي الله عنه الذي قال فيه النبي لو كان نبي بعدي لكان عمر ولم يحتفل به عثمان ذي النورين الذي جهز جيش العسرة فقال فيه النبي (ص) ما ضر عثمان بعد اليوم وكذلك علي بن ابي طالب الذي قال فيه النبي لاعطين الراية اليوم رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله . والمديح لغة هو الاطراء والنبي (ص) يقول لا تطروني كما اطرت النصارى ابن مريم ز
قد سمعت بعض المداح يمدح قائلا 0 جاينك يا كاب الهمل لا دين لا دنيا لاعمل . فوقفت على ابياته طيب وانت جئت تعمل ايه .
يجب ان تكون هنالك توعية دينيه وصحوة تنقذ اهلنا في السودان من عذاب يوم عظيم .

هذه الصحوة ياخى مروان مجزيا خير ان شاء الله انما يكون وقودها انا وانت والاخرين فشمروا السواعد واعدوا انفسكم لهذا الدور نفز وننقذ اهلنا من الهلكة

من أكبر البدع المنكره والتي إنتشرت في العالم الإسلامي منذ فترات الضعف التي أصابت العالم الإسلامي وإلى عصرنا الحاضر بدعة الإحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى أصبح الكثير من الناس من عوامهم ومفكريهم وعلمائهم لا يرون بأساً في هذا الإحتفال بل وقد يشاركون فيه مما يقوي إعتقاد العامة أن هذا الإحتفال من الأمور الشرعية كما إمتد الأمر إلى إقامة إحتفالات أو موالد خاصة للصالحين والمشايخ .
هذه الإحتفالات لم يأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تكن معروفة في القرون المفضلة حتى جاء حكم الدولة الفاطمية العبيدية اللذين يدعون الإنتساب إلى فاطمة رضى الله عنها إلا أن المصادر التاريخية أرجعت أصولهم لليهود أو المجوس حيث بدأ عهدهم بحكم المعز لدين الله العبيدي المغربي في مصر التي هاجر إليها من المغرب سنة 362هـ وآخر ملوكهم العاضد لدين الله الذي قتله صلاح الدين الأيوبي سنة 564هـ . هؤلاء الفاطميون هم أول من أحدث بدعة الإحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليه فإن الإحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تقليد لسنة الرافضة وتشبه باليهود والنصارى .
ما جاء في ذكر يوم مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة عندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الإثنين فقال ( ذاك يوم ولدت فيه ، ويوم بعثت ، أو أنزل علىُ فيه ) . لهذا من السنة التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام يوم الإثنين .
يصاحب إحتفالات الموالد الكثير من المنكرات والأمور المحرمة مثل التوسل والإستغاثة بغير الله وهذا من الشرك الأكبر وتناول المسكرات وتعاطي المخدرات والإختلاط والغلو في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نهى عليه الصلاة والسلام عن ذلك فقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى إين مريم ، فإنما أنا عبده ، فقولوا : عبدالله ورسوله .)

في وجهة نظري أن الممارسات التي تكون فى المولد النبوي وخاصة بالسودان فيها اشياء لا تمت للاسلام بصلة كالاختلاط والدقيش واللكيز للجنسين فى ساحة المولد . الاحتفال بالرسول يكون بالصلاة عليه والاستغفار وذكر السيرة النبوية بأدب جم . وان دعا الامر ان يحتفل الناس ان لا يكون فيه نوع من الاختلاط ودق الطبول والمعازف والرقص لان هذا في وجهة نظري اساءة للرسول صلي الله عليه وسلم وليس احتفالا به ... لانه نهانا عن ذلك فكيف نحتفل بالوسائل التي نهانا عنها
ولك الشكر اخي الحلبي على هذا الموضوع الذي اصبح حديث الشارع الان
والله اعلم . ان اصبت فيما ذكرت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان واسال الله الهداية للجميع
مجدي الماحي جعفر

شكرا اخوتى وللعلم انا اسكن على بعض خطوات من ميدان المولد والله لم ازره مره ولكن عندما اتى عابرا اشاهد كل عجيب اشياء لاتمت الى ديننا الحنيف بصله ناهيك من ان تكون هذه المناسبه احتفال بخير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله (صلي الله عليه وسلم )

التحية والشكر للأستاذ محمد أحمد وانشاء الله بميزان حسناتك والشكر موصول لكل من سطر حرفا
ليسلط الضوء علي قضية معروفة منذ القدم بتحريمها لكن يجب تفعيل هذا التحريم لابد من التصدي وبطرق مختلفة ، الكل بمقدرته واسلوبه بقناعة أهل بيته ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته )
أحبتي الكل يعلم ويجزم تماما ماتعنيه هذه الإحتفالات وما جدواها وفحواها
من منا لم يتذوق ( حلاوة مولد ) بانواعها واشكالها المختلفة
كم وكم نتوق شوقا لغبار ذلك المعترك ذو الروائح النفاذة
وكم مرة سال لعابك بمجرد ذكر المولدالنبوي الشريف !!!
إذن منذ الأزل تربينا ونشأنا مسلمون بالفطرة وعلي ما وجدنا عليه آباءنا
ونحتاج والله أعلم ان نجدد اسلامنا بعد سن البلوغ . وبالتالي نبدأ السلم من أول درجة
حتي نستطيع وبكل يسر ان نري الحق حقا فنتبعه ونري الباطل باطلا فنجتنبه
هنا نكون قد اهتدينا ولله الحمد ومن ثم عليك ان تكون قدوة حتي تطرح ما عندك بكل ثقة تستطيع ان تقنع بها من تريد ان تهديه الي الرشاد والطريق القويم
فاذا وصلت مرحلة الهداية تكون مسلما حقا وداعيا الي الله بإذنه
البداية يجب ان تكون من صغائر الأمور وتدريجيا تجد نفسك وصلت لما تصبو اليه
ونصيحة لكل الأحباب إبدأ بنفسك ثم بمن تثق بهم وهكذا
- وفقنا الله وإياكم الي ما يحب ويرضي -
( غفرانك ربنا وإليك المصير )

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ) :
ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب فضيلته :
( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .
وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .
ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله به في قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد )

" فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 )

سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله كما في " فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 ) :
ما الحكم الشرعي في الاحتفال بالمولد النبوي ؟
فأجاب فضيلته :
( نرى أنه لا يتم إيمان عبد حتى يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ويعظمه بما ينبغي أن يعظمه فيه ، وبما هو لائق في حقه صلى الله عليه وسلم ولا ريب أن بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام ولا أقول مولده بل بعثته لأنه لم يكن رسولاً إلا حين بعث كما قال أهل العلم نُبىءَ بإقرأ وأُرسل بالمدثر ، لا ريب أن بعثته عليه الصلاة والسلام خير للإنسانية عامة ، كما قال تعالى : ( قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورَسُولِهِ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ( الأعراف : 158 ) ، وإذا كان كذلك فإن من تعظيمه وتوقيره والتأدب معه واتخاذه إماماً ومتبوعاً ألا نتجاوز ما شرعه لنا من العبادات لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفى ولم يدع لأمته خيراً إلا دلهم عليه وأمرهم به ولا شراً إلا بينه وحذرهم منه وعلى هذا فليس من حقنا ونحن نؤمن به إماماً متبوعاً أن نتقدم بين يديه بالاحتفال بمولده أو بمبعثه ، والاحتفال يعني الفرح والسرور وإظهار التعظيم وكل هذا من العبادات المقربة إلى الله ، فلا يجوز أن نشرع من العبادات إلا ما شرعه الله ورسوله وعليه فالاحتفال به يعتبر من البدعة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة " قال هذه الكلمة العامة ، وهو صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بما يقول ، وأفصح الناس بما ينطق ، وأنصح الناس فيما يرشد إليه ، وهذا الأمر لا شك فيه ، لم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم من البدع شيئاً لا يكون ضلالة ، ومعلوم أن الضلالة خلاف الهدى ، ولهذا روى النسائي آخر الحديث : " وكل ضلالة في النار " ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم من الأمور المحبوبة إلى الله ورسوله لكانت مشروعة ، ولو كانت مشروعة لكانت محفوظة ، لأن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، ولو كانت محفوظة ما تركها الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون لهم بإحسان وتابعوهم ، فلما لم يفعلوا شيئاً من ذل علم أنه ليس من دين الله ، والذي أنصح به إخواننا المسلمين عامة أن يتجنبوا مثل هذه الأمور التي لم يتبن لهم مشروعيتها لا في كتاب الله ، ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ولا في عمل الصحابة رضي الله عنهم ، وأن يعتنوا بما هو بيّن ظاهر من الشريعة ، من الفرائض والسنن المعلومة ، وفيها كفاية وصلاح للفرد وصلاح للمجتمع .
وإذا تأملت أحوال هؤلاء المولعين بمثل هذه البدع وجدت أن عندهم فتوراً عن كثير من السنن بل في كثير من الواجبات والمفروضات ، هذا بقطع النظر عما بهذه الاحتفالات من الغلو بالنبي صلى الله عليه وسلم المودي إلى الشرك الأكبر المخرج عن الملة الذي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه يحارب الناس عليه ، ويستبيح دماءهم وأموالهم وذراريهم ، فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم
إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .
ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 ) ، وما أمره الله به في قوله : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 ) ، وزيادة على ذلك : ( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 ) ، حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى .
فالحاصل أن هذه الأعياد أو الاحتفالات بمولد الرسول عليه الصلاة والسلام لا تقتصر على مجرد كونها بدعة محدثة في الدين بل هي يضاف إليها شئ من المنكرات مما يؤدي إلى الشرك .
وكذلك مما سمعناه أنه يحصل فيها اختلاط بين الرجال والنساء ، ويحصل فيها تصفيق ودف وغير ذلك من المنكرات التي لا يمتري في إنكارها مؤمن ، ونحن في غِنَى بما شرعه الله لنا ورسوله ففيه صلاح القلوب والبلاد والعباد )

" فتاوى الشيخ محمد الصالح العثيمين " إعداد وترتيب أشرف عبد المقصود ( 1 / 126 )